أفريقيا في التاريخ

أفريقيا في التاريخ

القارة المظلمة : كانت أفريقيا من أقدم البقاع التى سكنها الإنسان ، و كانت مصر تزدهر فيها بحضارتها القديمة العظيمة ، ولكن ضخامة حجمها ، و العقبات الطبيعية الرهيبة ، كانت السبب في أن تكون آخر ما أمكن استكشافه و تطوره بعرفة الشعوب المتحضرة ، بين مساحات الأرض الكبيرة في العالم . وقد ظلت في أعين الناس (القارة المظلمة) الغامضة المنعزلة مدى قرون عديدة ، و لم يكن الأوروبيون يعرفون منها إلا الإطار الشمالي الذى يربط خليج السويس بقارة آسيا و مضيق جبل طارق بأوروبا .
وقد وقفت الصحارى الشاسعة ، كسد يحول دون أي اتصال بين أوروبا المطلة على البحر المتوسط ، و أفريقيا الاستوائية . و بالنسبة للمناطق الأخرى ، كانت تعترض الد..... إليها ، سواحل تت.1.1ر عليها الأمواج ، و أنهار لا يمكن عبورها و أحراش المنجروف و غابات كثيفة ، بالإضافة إلى أن الظروف المناخية القاسية ، لم تكن تلائم الأوروبيين ، الذين كانوا يقعون فريسة سهلة للأمراض ، و كان على الذى ينجو منهم من الأمراض ، أن يواجه عداء الشعوب التى تعيش في الداخل ، وخاصة في المناطق التي كان ينتشر فيها الرق المنظم و النخاسة مثل شرق أفريقيا و غرب أفريقيا ، التى كان الأوروبيون أنفسهم يمارسون فيها هذه التجارة المعيبة .
تطور أقريقيا الحديثة : تفتحت مناطق أفريقيا الوسطى منذ أواخر القرن الثامن عشر ، أمام الأوروبيين المهتمين بجغرافيتها ، و بدأت الحكومات الغربية اهتمامها بهذه الاكتشافات في أواخر القرن التاسع عشر ، عندما أخذت بلجيكا و بريطانيا و فرنسا و ألمانيا و إيطاليا و البرتغال و أسبانيا ، تطالب بكل جزء من أفريقيا . و في نفس الوقت ، تم الكشف عن كثير من المعادن و الماس والذهب ، فانتعشت بذلك النهضة الاقتصادية .

وقد استمر التطور الاقتصادي والاجتماعي في هذا القرن ، ولكن النجاح السياسي ، كان قد اتخذ مسارا آخر ، إذ نهضت القومية الأفريقية و اصبحت كثير من المناطق مستقلة سياسياً.
و اليوم تضم أفريقيا أكثر من أربعين دولة مستقلة ، منها الضخمة مثل زائير و الصغيرة مثل جامبيا ، و لم للأقليات البيضاء سلطان إلا في الجنوب .
وقد اتخذت غالبية البلاد الحديثة الاستقلال نظاما جمهوريا ،و لكن تقدمها كان متقطعا ، إذ أقامت الانقلابات حكومات عسكرية ، تتركز فيها السلطة ، كما شجرت حروب وطنية ، و نزاعات قبلية ، كلفت البلاد كثيرا ، و جلبت عليها الدمار . ومن هذه الحروب ، حرب الكنغو ( زائير الآن ) في 1960 ، و بوروندى في 1972 وأنجولا ، وتعتمد كثير من هذه الدول بشكل كبير على العون الأجنبي .
ولكن رغم هذا نجد فى أفريقيا إحساسا بالوحدة خلقته المصائب و الاستقلال ، و أصبحت بالوحدة الكيان الأفريقي ، عقيدة تؤمن بها كل الشعوب في أفريقيا السوداء . و قد تأسست في عام 1963 منظمة الوحدة الأفريقية التي تعمل لهذا الهدف ، وهي تضم كل دول أفريقيا ما عدا التي تحكمها أقليات بيضاء .

وجه أفريقيا
الموقع و الحجم : تبلغ مساحة أفريقيا حوالي 12 مليون مربع ( 30 مليون كيلو متر مربع ) أو ما يعادل خمس المساحة الكلية لسطح الأرض ، و ثلاثة أمثال مساحة أوربا ، و أكثر من أمريكا الشمالية بنصف مساحتها أوروبا ، و أكثر من أمريكا الشمالية بنصف مساحتها . وتشترك أفريقيا مع أوراسيا ( أوروبا و آسيا ) و استراليا ، في الكتلة الأرضية الضخمة التي تعرف باسم العالم القديم . وتمتد هذه القارة الشاسعة حوالي 5000ميل ( 8000 كيلو متر ) طولا من رأس بـــــــــون ( تونس ) إلى رأس أجولهاس ( جنوب أفريقيا ) ، حوالي 4600 ميل ( 7500 كم ) من الرأس الأخضر ( غرب أفريقيا ) ، إلى رأس هافون ( الصومال ) . وهي القارة الوحيدة التي يعبرها خط الاستواء ، و مدارا الجدى و السرطان ، و تقع 75% من مساحتها في المنطقة المدارية ، و إن امتد ثلثاها شمال خط الاستواء .

ويحدها المحيط الأطلنطي والمحيط الهندي و البحر المتوسط و البحر الأحمر ، و لا يوجد بها إلا قلة من الخلجان الكبيرة و المداخل ، فيما عدا ما يوجد منها في غينيا في الغرب ، و طرابلس في الشمال ، كما أن جزائرها قليلة نسبيا ، و تشمل مدغشقر ، وهى خامس جزيرة كبرى في العالم .

112رج في جنوب أفريقيا ، و هي الجبال التي تشرف على السهل الساحلي الضيق ، على طول المحيط الهندي . و في شمال حوض الكنغو ، ينخفض مستوى الهضبة ، و تريد خلالها ال.1.1ور . أما في غرب أفريقيا ، فإن المناطق المرتفعة تفصلها عن بعضها مسافات شاسعة فنجد هضبة فوتادجالون في أقصى الغرب ، و هضبة جوس في أواسط نيجيريا ، ثم جبال آداماوا و كاميرون في الشرق . و أكثر مناطق الصحارى ارتفاعا ، هضبة آيير و جبال الأحجار و تبستى .
و تقوم في شمال القارة و جنوبها جبال عالية منثنية ، ففي الشمال ترتفع جبال الأطلس في بعض أجزائها إلى 14.000 قدم ( 4.000 متر ) و تعتبر هذه الجبال جزءاً من نظام الجبال الأوراسية الذى يضم الألب و الهيمالايا . أما في الجنوب إلى شرق مدينة كيبتون فتقوم سلسلة جبال الكاب ، و هي أقل ارتفاعاً ،و لكنها أكثر بروزا ، و يصل ارتفاعها ، ولكنها أكثر من 3000 قدم (915 مترا ) .
و من بين السمات الطبيعية لسطح القارة ، نجد أن أكثرها روعة هو الوادى الأخدودي ، فيشرق أفريقيا ، الذى يكون غورا هائلا كالجرح البليغ من البحر الأحمر إلى نهر شاير في جنوب أفريقيا ، و توجد سلسلة من البراكين ، أغلبها خامد على طول حدود الوادى الأخدوى كما تكونت عدة بحيرات في أجزائه السفلى ، و تعتبر بحيرة تنجانيفا ثاني بحيرة في العمق فى العالم ، إذ يصل عمقها الى 4700قدم (1570 متر ) .
ويمكن تتبع الوادى الأخدودي و فروعه عن طريق بحيراته . و يقل و ضوح الصدع عبر تانزانيا الوسطى حتى بحيرة مالاوى ( نياسا سابقا ) و من ثم يستمر مع نهر شاير في اتجاه الجنوب حتى يقرب من بيرا على المحيط الهندى . و تمتد ذراع كبيرة تبدأ من الناحية الشمالية لبحيرة مالاوى ، و تتجه الى الشمال الغربي و الغرب . و تحتل بحيرة فيكتوريا ، و هى أكبر بحيرات أفريقيا ، منخفضا ضحلا فوق سطح الهضبة .




نمو المدن :
يعيش معظم الإفريقيين في الأرياف ، لكن يتزايد عدد الشبان الذين يفدون من القرية إلى المدينة طلباً للعمل .
مدينة لاغوس في نيجيريا هي أسرع المدن الإفريقية الحديثة نمواً .

مركز شوكولاتة
يزرع في غرب إفريقيا ما يزيد على نصف إنتاج العالم من الكاكاو. ساحل العاج أول بلد في العالم في إنتاج الكاكاو . أكثر من نصف الأرضي الزراعية فيه يستغل في زرع الكاكاو .

الحرف الإفريقية :
النقش في الخشب و الحياكة و صناعة المجوهرات هي من الحرف الإفريقية التقليدية .
B b