تناحه بنات

زاحت الستائر عن النافذة ليملأ النور الغرفة ، ويقلق راحة تلك الصبية الجميلة .. النائمة واضعة رجلاً على رجل ..

وعلى يمين السرير ، بطانية ملقاة على الأرض ... وعلى يساره دبدوب أبيض منكفىء على وجهه .. وعلى أطراف السرير

بنطلون جينز وقميص كانت ترتديهم بالأمس ، نصف الملاءة يتدلى من الجانب والنصف الآخر مكرمش ....

كان الوضع برمته منتهى الفوضى .... وكأنها خاضت فى أحلامها حرب طروادة ...


كان نور الشمس يغطى وجهها وأمها تنادى : " نور .. يا نور ى ى .. اصحى بقى حرام عليكى ... ممش كل يوم تدوخينى كده هتتأخرى على الكلية ... "

نور بتتمطع : " آآآآآآآه ... حاضر حاضر قايمة أهو "

تكمل نومها حتى يأتى والدها ويحملها إلى الحمام ... ينزلها بغيظ أمام الحوض : " يلا يا نور بلاش .1.1ل "

وقفت الصبية أمام المرآة لخمس دقائق ، تنظر بعين واحدة إلى العين الأخرى المغلقة ... تحاول أن تستوعب ما يحدث ..

تخرج من الحمام بعد ثلث ساعة ، وما تزال على وجهها علامات الاستنكار .. تفوتها كالعادة محاضرة الساعة 8 ،

وتجلس على بلوك الكلية فى انتظار ولاء وهشام ونشوى ورشا واحمد .... هى تعرفهم منذ سنة تقريباً ..

تحبهم جدااا .. وعرفت كيف تجعلهم يحبونها ويتعلقون بها رغم عيوبها الكثيرة إلى حد ما ...

كانت خفيفة الظل بشكل ملفت .. لها طريقة فى الحديث تجذب إليها كل من حولها .. ولكنها كانت .1.1ولة قليلاً ،

لا تكتب أى محاضرات أو سكاشن ... تعتمد على أصدقائها اعتماداً كلياً فى الشرح والورق والاسكتشات ...

تتباطأ جداً فى إنجاز ما يجب إنجازه ...

إذا أردت شيبسى أو عصيراً ... لا تحمّل نفسها عناء الذهاب إلى الكافيتيريا .. بل تجعلهم يحضرون لها ما تريد ...

والغريب أن تلك التصرفات لم تكن تزعجهم أو تستفزهم أبداً .. بل على الع.1.1 ، كانوا يحبون تدليلها ورؤية ملامح الفرحة على وجهها ،

وخصوصاً احمد .. الذى كان يطير من السعادة حين تقول له : " يا احمد... ماما بتسلم عليك وبتقولك هاتلى كذا وكذا ...

ومتعوقش عشان الحلة على النار ها ها ها ها ..."

مرت أيام ليست بالكثيرة ... أعلن احمد ونور خطبتهما وتزوجا بعدها بأشهر .....


فى يوم الزفاف

نور فى كامل نورها فى فستان العرس واحمد يجلس بجانبها على الكوشه ، ويأتى أحد الأطفال لتقبيل العروس...

احمد : مش ده ابن خالك ؟؟

نور : لا ده علاء جارنا .

احمد : يا بنتى مش جبتيه الكلية معاكى مرة وقلتى لنا إنه ابن خالك ؟!

نور : ما أنا .1.1لت بقى لسه هشرح

" احمد تنح وضحك "


اليوم الأول من الزواج

احمد : صباح الفل يا حبيبتى

نور : ممممممممم صباح النور يا حبيبى ، ما تسيبنى أنام شوية .

احمد : قومى بلاش .1.1ل أنا حضرت لك الفطار بنفسى .

نور : شكراً يا حبيبى ربنا يخليك ليا .

وعادت للنوم

" احمد تنح وسكت "


بعد أسبوع من الزواج



احمد : نوررررررررررررررررررررررررررر .... حرام عليكى مفيش ولا قميص نظيف فى الدولاب ...مفيش ولا شراب ألبسه ... حرام علييييييييكيييييييييييييييي !!

نور : حاضر ... حاضر .. . هودى القمصان حالاً لدراى كلين وأخليهم يجيبوها على طول .

احمد: والشرابات ؟؟ هتوديها دراى كلين برده ؟؟

نور : يا احمد بقى خد أى شراب من بتوعى وخلاص ..

" احمد تنــــح واتفقــع "


بعد أسبوعين من الزواج


احمد : نوووووور .... تعالى يا حبيبتى عايز اوريكى حاجة .

نور : خير يا حبيبى !!!؟

احمد : إيه اللى تحت السرير ده ؟؟؟

نور : أص .. أص .... أصل

احمد : أصل إيه ؟؟ بصى أنا لا متعصب ولا متنرفز ولا حاجه .. بس بذمتك قشر الموز ده بيعمل ايه تحت السرير ؟؟؟؟؟

نور: ما أنا أصلى يا حبيبي كنت بتفرج على المسلسل و.1.1لت أقوم أرمى القشر فى الباسكت ....

قلت أبقى أشيلهم كلهم مره واحده ونسيييت

" احمد تنـــــــــح واتصـــدم "


بعد 3 أسابيع من الزواج

البواب : إلحق يا أستاذ احمد... بيتك إتحرق !

احمد يهرع مسرعاً إلى بيته ... يجد نور تقف باكية أمام باب الشقة .... حولها عشرات الطبطبات وكلمات المواساه..

ترتدى بيجامة زرقاء وعلى شعرها كمية كبيرة من " الرولوه "

احمد : نور ... إيه اللى حصل ؟؟؟!!!

نور : عااااااااااااااااااااااااااااااه ...... أص أص أص أصل ...

احمد : أصل إية ؟ اتكلمى .

نور : أصلى كنت قاعدة

بتفرج على الفيلم وحاطة صنية المكرونة بالبشاميل فى الفرن عشان تتغدا يا حبيبى ..

أنا عارفة إنك بتحب البشاميل أوى ... و ....

احمد : إنجزى يا زفته .

نور : وبعدين أصلى نسيت الطاسة اللى كان فيها زيت فى الفرن .. فا ... فا ... فا .. محستش غير والنار طالعة من المطبخ

وهبت فى وشى ... قمت جريت فتحت الباب وقعدت أصرخ ... عااااااااااااااااااااااااه

احمد : طاسة !! زيت !! ومشمتيش أى ريحة شياط يا نور ؟؟

نور : أصلى يا حبيبي عندى برد .. عاااااااااااااااه .


" احمد: يحرق حبيبك على اللى جابوا حبيبك !! "



بعد شهر من الزواج


تستيقظ نور بتمطع معتاد .. تنزل قدميها ببطيء إلى الأرض بحثاً عن الشبشب ... ترتدى فردة من شبشبها والأخرى من شبشب احمد ..

تذهب إلى الثلاجة قبل الحمام ...

تجد ورقة بيضاء مثبتة بدقة على باب الثلاجة بمغناطيس الفراولة ..

مكتوب عليها بخط عريض

" انتي طالق . طالق .طالق"