فن الفريسكو

فريسكو
ومعناها بالايطالية الطازج

و الفريسكو نوع من الرسم علي الجبص
الذي لم يجف بعد ومن هنا اتت التسمية
اي الجبص اللين

كشفت الابحاث ان الفريسكو ينفذ علي حائط مغطي
بطبقة من الجبص قبل جفافه
ويرسم عليه بالوان مائية لذلك الوان الفريسكو باهتة
نتيجة لامتصاص الجبص لها

وغالبا ما يضع الفنان تصميمه الفني على الطبقة
قبل السطحية ثم يقوم بتحديد
الخطوط الخارجية لمختلف الاشكال بالالوان المائية
ويقوم بعد ذلك بوضع طبقات الجبس بمساحات
صغيرة يقوم بتلوينها قبل ان تجف ويدعمها
بمساحات مناسبة من الالوان المتوافقة
معها ثم يترك العمل ليتفاعل ملح الكالسيوم
الموجود في الجبس مع ثاني ا.1.1يد الكربون
الموجود في الجو لتتكون طبقة فيلمية فوق الالوان
تثبتها وتجعلها جزءا لا يتجزأ من السطح وتعطي
الالوان نصاعة مميزة,
وتستخدم الالوان في الفريسكو على شكل طبقات
رقيقة شفافة وغير داكنة
ذات منظر طباشيري وتتميز اعمال الفريسكو
في عصر النهضة بالالوان المشبعة.
لقد عرفه الإنسان منذ عصر ما قبل التاريخ، فزين به كهوفه ثم مقابره ومعابده بنقوش تعبر عن معتقداته وتقاليده،

ومع الزمن تطورت هذه النقوش في أسلوبها وتجهيزاتها بتطور الإنسان نفسه في مفاهيمه وانفعالاته واتساع أفقه، وبدأ الإنسان القديم رحلة تطوره هذه مبتدأ بالأشكال البدائية التى نقشها على جدران كهوفه وحاكى فيها الطبيعة إلى أن وصل إلى مدرسة فنية واضحة المعالم ثابتة الاركان متميزة في أسلوبها.
وهذه النقوش في جملتها يطلق عليها الآن من الناحية التكنولوجية اسم النقوش الجدراية، أو فن التصوير الجداري.
صور الكهوف في عصور ما قبل التاريخ:
يميل بعض الدارسين إلى الاعتقاد بأن الباعث للإنسان الذى عاش في عصور ما قبل التاريخ لتصوير بعض الحيوانات أو بعض الأشخاص على جدران الكهوف الذى اتخذ منها مسكناً هو خوفه من ظله الذى لاحظ أنه يتبعه دائماً، بل يسخر منه ويقلد حركاته. ويرى هؤلاء الدارسين أن هذا الإنسان ربما اعتقد أنه بتصويره لهذه الكائنات التى شاركته معيشته والتى توجس منها خيفة فإنه يثبت ظله ويوقعه تحت سيطرته.
وهناك رأى آخر يرى فيه البعض أن الهدف من تصوير الحيوانات على سطح الكهوف قد يكون مرتبطاً بطقوس الصيد والرغبة في التحكم في الحيوان، ومن هنا جاء استغلال كل سطوح الجدران وبتكرار متعمد من فوق بعض الصور يصل في بعض المواضيع إلى تزاحم، ويبدو أن مثل هذه الكهوف المصورة كانت تعد بمثابة الهياكل التى يلجأ إليها الإنسان في مناسبات معينة لكي يضيفون إلى جدرانها المزيد من صور الحيوانات، وقد يدل هذا على رغبتهم في أن تستمر مثل هذه الحيوانات بأعداد وفيرة في منطقتهم.
التصوير الجداري لدى الفنان المصري:
لقد ترك لنا القدماء المصريين تراثاً خالداً حيث تفانوا فى تزيين جدران مقابرهم ومعابدهم وكذلك أسقفها وأعمدتها بصور تمثل آلهتهم المختلفة ومعبوداتهم العديدة وطقوسهم الدينية وأساطير حياتهم المقدسة، نقشوها بالحفر مع تجسيم الأشكال بدقة ورقة متناهيتين فوق الأسطح الحجرية، أو رسموها بالألوان الزاهية الناضرة فوق طبقة ملساء من ملاط ناعم أسميها البطانة .1.1ت بها الجدران مع تجسيم الأشكال المرسومة أحيانا على هذه الطبقة من الملاط بشكل يثير الإعجاب والدهشة.
وقد استمر استعمال هذه الطريقة فى العصر اليونانى الرومانى والعصر القبطى، وظلت مزدهرة حتى القرن الثامن عشر الميلادى، وقد صور بها القديسون فى القباب والجدران والأديرة وفى بقايا الكنائس القديمة توجد أهم الفريسكات فى العصور المسيحية المبكرة مثل الهيكل القديم بالكنيسة المعلقة ودير الأنبا أرميا بسقارة، والديرين الأحمر والأبيض بسوهاج، وأديرة وادى النطرون والواحات الخارجة ومقابر النوبة، والقديس سمعان بأسون، وديري الأنبا بولا والأنبا انطونيوس. وهى أعمال فنية رائعة بأسلوب الفريسكو وأخرى بأسلوب التمبرا.
سوف نأخذ فكرة عن الأساليب الفنية المتبعة في فن التصوير الجداري عبر العصور التاريخية، وحتى الآن.
أساليب التصوير الجداري في العصور التاريخية التركيب العام للوحة التصوير:
تتكون أى لوحة تصوير من ثلاث عناصر أساسية وهى:
الحامل Support
أرضية التصوير Painting Ground
طبقة التلوين Paint Layer
أولاً: الحامل
هو جدران المباني الأثرية ذاتها، وقد يكون من الحجر الرملي أو الحجر الجيري أو من مباني الطوب اللبن.
ثانياً: أرضية التصوير:
فهى في الغالب تتكون من طبقتين هما نة الداخلية [color=blue]Rough Coat – والبطانة الخارجية Coat of Plaster]. والغرض من البطانة الداخلية: هو تغطية أسطح الجدران وتسويتها وإخفاء عيوبها، أما البطانة الخارجية: هو الحصول على سطح محضر بطريقة مناسبة لأسلوب التصوير الذى يرغب الفنان في أتباعه.
ثالثاً: طبقة التلوين:
هى الطبقة التى توجد فيها المادة الملونة Pigment ملتصقة بسطح البطانة الخارجية بوسيط لوني، ويتوقف أسلوب التصوير على نوع الوسيط.
أساليب التصوير الجدراي
أولاً: أسلوب التمبراThe Tempra Technique
لقد استخدام هذا الأسلوب وما زال يستمر حتى الآن – بما يعرف بالفن القبطي – للتصوير على الجدران وعلى اللوحات الخشبية وعلى غير ذلك من حوامل، وذلك بعد تحضيرها التحضير المناسب. ونجد أن كل الصور المصرية القديمة على جدران المقابر والمعابد وعلى الخشب وأوراق البردي من هذا النوع. وفي هذا الأسلوب يتم أولاً تحضير أرضية تصوير جافة تماماً، ثم يصور الفنان عليها بمواد تلوين مخلوطة بوسيط من مادة لاصقة تذوب في الماء، مثل الصمغ العربي أو الغراء الحيواني أو زلال البيض "صفار البيض".
من خصائص التصوير بالتمبرا:
1. لا تظهر فيها علامات الفرشاة إلا إذا أخطاء الفنان وصور على أرضية التصوير قبل جفاها تماماً.
2. يمكن إزالة اللون بالماء تماماً، أو يمكن على الأقل اضعاف تماسكه بالأرضية بمجرد وضع الماء عليه.... على أنه في حالة استخدام زلال البيض (الصفار) كوسيط يصعب جداً إزالة اللون بالماء، وخاصة بعد مرور وقت طويل. ولعل أبرز الأمثلة على ذلك النقوش الجدارية بمقابر بني حسن.
وينقسم التصوير بالتمبرا إلى نوعين هما: تمبرا الألوان المائية وتمبرا زلال البيض، غير أنهما يشتركان معاً في الشروط وفي الخواص.
ثانياً: أسلوب الفريسكو Fresco Technique:
يتميز التصوير بالفريسكو بثبات الألوان بدرجة كبيرة جداً، بحيث لا يمكن إزالتها بالماء. وفي هذا الأسلوب من التصوير يقوم الفنان بتلوين المناظر على أرضية طازجة طرية من ملاط الجير Fresco، وبدون استخدام أى وسيط لوني... أي بدون مزج المساحيق اللونية بوسيط من مادة لاصقة، كما هو الحال في التصوير بالتمبرا.
والأساس العلمي للتصوير بأسلوب الفريسكو هو اتحاد غاز ثاني أكسيد الكربون الذى في الجو بهيدرو.1.1يد الكالسيوم الذى في ملاط الجير ليكون كربونات الكالسيوم الغير قابلة للذوبان في الماء، وذلك وفق المعادلة الكيميائية الآتية
: Ca (oH)2 + Co Ca Co3 + H2o
ولما كان الفنان يقوم بعملية التلوين والأرضية مازالت طرية، فإن حبيبات المساحيق اللونية المتناهية في الدقة تندمج في طبقة الملاط وتتداخل في مسامها وترتبط بها إرتباطاً كاملاً بفعل كربونات الكالسيوم، وهو الأمر الذى يؤدي إلى عدم تأثرها بالماء أو بالمحاليل المائية، شأنها في ذلك شأن كربونات الكالسيوم الغير قابلة للذوبان في الماء.
وبعد أن شرحنا الفكرة الأساسية في التصوير بأسلوب الفريسكو، ولماذا تبقي الألوان ثابتة لا تذوب في الماء أو تتأثر به، فأننا سوف نتحدث عن الطريقة المتبعة حالياً في التصوير بهذا التكنيك لعلنا نستطيع أن نتصور معاً الطريقة التى اتبعها الفنان القديم للتصوير بهذا الأسلوب، وهى على النحو التالي:
1. يطفأ الجير الحى الحديث الحرق ثم ينخل مباشرة بمناخل من السلك دقيق الثقوب لتخليصه من الحصى الذى قد يكون متواجداً به.
2. ينقل الجير المطفي بعد نخله مباشرة إلى براميل من الصاج أو البلاستيك ويضاف إليه ماء خال من الأملاح ويترك قليلاً ثم يصفى الماء ويضاف إليه ماء آخر وهكذا إلى أن يتم تخليصه مما به من أملاح.
3. بعد أن يتم إذابة الأملاح يغطى سطح الجير المطفي بقليل من الماء ثم تغلق البراميل بغطاء محكم حتى لا يتسرب إليه غاز ثاني أ.1.1يد الكربون من الجو ويترك على هذا النحو مدة كافية حتى ينضج تماماً.
4. تغسل كمية مناسبة من الرمال عدة مرات إلى أن يتم إذابة ما بها من أملاح، وتترك لتجف.
5. يخلط الرمل الخالي من الأملاح بالجير المطفي الناضج بنسبة 2: 1 ويعجن المخلوط بالماء الخالي من الأملاح عجناً جيداً.
6. يرش سطح الجدار الذى يجب أن يكون خالياً من الأملاح، بمونة خفيفة القوام من الرمل الناعم الخالي من الأملاح والأسمنت ويترك إلى أن تتصلب المونة الأسمنتية، ثم تغسل الطرطشة الأسمنتية جيداً بالماء إلى أن يزول ما بها من أملاح.
7. يمزج مسحوق المواد الملونة بالماء الخالي من الأملاح ويتركا لليلة كاملة حتى يختلطا معا تماماً.
8. ت.1.1ى الطرطشة الأسمنتية بملاط الجير السابق تجهيزه ويسوى السطح جيداً. ويجب أن يراعى الفنان أن هذه الطبقة من ملاط الجير هى الأرضية النهائية للوحة التى يريد تصويرها.
9. يوقع الرسم على طبقة ملاط الجير الطرية بفرشاة دائرية ناعمة وبدون ضغط على الأرضية الطرية، وذلك إذا كان في الإمكان تنفيذ تصوير اللوحة كلها في يوم واحد قبل جفاف الأرضية.
10.تجرى عملية التلوين بعد توقيع الرسم مباشرة بمزج المساحيق اللونية، وعلى أن يبدأ التصوير من أعلى إلى أسفل في اتجاه واحد وبسرعة. ويجب أن يجرى التلوين بطرف فرشاة وبدون ضغط على طبقة الملاط الطرية.
11.في حالة عدم القدرة على تنفيذ كل اللوحة في يوم واحد فإنه يجب تحضير الأرضية الطرية الطازجة للجزء الذى سيجرى تصويره يوماً بيوم، كما لو كان لوحة مستقلة. وفي هذه الحالة يجب أن تقع خطوط اللحام في أجزاء غير ظاهرة في اللوحة، وهى عادة تكون عند بعض الخطوط المحددة لملامح الصورة لا في المساحات الملونة الواسعة.
12. يتم عمل الرتوش بعد مرور أربعة أسابيع على تصوير اللوحة. وتستخدم عادة في عملية الرتوش ألوان الكازيين، ويراعى أن تكون عملية الرتوش في أضيق الحدود.
سوف نعرض بعض اللوحات الجدارية التى تركها لنا أجدادنا المصريين عبر الحقبات المختلفة من التاريخ المصري.
المرجع:
1. عبد المعز شاهين: ترميم وصيانة المباني الأثرية والتاريخية- نحو وعى حضاري معاصر- سلسلة الثقافة الأثرية والتاريخية، مشروع المائة كتاب(24)
2. أ.د/ على رضوان: الخطوط العامة لعصور ما قبل التاريخ وبداية الأسرات في مصر
3. فيكتور جرجس عوض الله ، اللوحات المصورة بالمتحف القبطى – الأيقونات ، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية ، 1965
4. يوسف نصيف بقطر ، التصوير الجدارى "الحائطى" Mural painting فى العصر القبطى ، مقال من "مجلة معهد الدراسات القبطية" – المجلد الخامس ، ط 1 ، معهد الدراسات القبطية ، 2005
...................................................................................................